وصية..
تصفحت الأوراق العتيقة التي أرسلها أخي منذ شهور.. وغرقت في تفاصيلها ساعات وساعات، ولست أدري متى كانت اللحظة التي جاء بها أبي.. وكان جسده ضعيفا، وصوته واهناً، يبدو في مرض شديد ..سارعت لمساعدته و أجلسته إلى مكتبي.
تحامل على نفسه وجاء..لمته على إرهاقه لنفسه بالمجيء، فطلب مني ورقة كي يكتب شيئاً يخصني به، و أخرج قلمه الباركر ذي الحبر الجاف، والذي لم يفارقه قط.. فأسرعت إلى غرفتي لأحضر دفتر ملاحظاتي الخاص لاعتقادي أنه سيكتب شيئاً مهماً بالنسبة لي .. فتحت له الدفتر وجلست قبالته أتأمل وجهه الشاحب والمنكب على الكتابة.. إلى أن سقط رأسه من مدى رؤيتي، فشهقت،وصحوت من غفوتي على طاولة مكتبي..نظرت أتفقد المكان، بأثر ما علق برأسي.. كان دفتر الملاحظات لا يزال مفتوحاً.. و كان على الورقة آثار حروف وكلمات لم أستطع جمع شيء منها..
اقتطع أبي الورقة و رحل..
تعليقات
إرسال تعليق
نرجو كتابة تعليقاتكم و آرائكم بحسب رغبتكم ..ولكم كل الشكر