حكايات الناجين..
الناجون فقط، هم من يستطيعون سرد الحكايات عما حدث معهم..
لكن هناك ملايين بل وعشرات الملايين ممن لم يتمكنوا أبداً أن يخبرونا حكاية "قبل النهاية"..
ذهبوا ولم ينفع معهم حذرهم،ولا احتياطاتهم، ولادعاء أمهاتهم عند كل مغادرة ،. ولا ستر الله، ولا ألطافه..
لم ينفعهم سماع حكايات عن حكمةِ "مابين غمضة عين وانتباهتها // يُغيِّرُ الله من حالٍ إلى حالِ" ...
لم ينفع معهم "أن يد القدر أخطأتهم " واعادت لهم أرواحهم التي أوشكت على الرحيل.
لم تنقذهم صدفة النجاة في لحظات أسطورية، كذاك الذي ارضعته غزالة، و الذي انتشله عابرون من جبّ مكيدة اخوته.. وذاك الذي نجا لأن قميصه قدّ من دبر وكان من الصادقين.. و كذلك تلك التي لم تفترسها الوحوش الجائعة لنورٍ شعَّ من جبينها... والذي التهمه الحوت ليوصله إلى برّ الأمان..
بل وحتى مَنْ خرج من بين السيوف التي تطلب دمه في لحظة عماء من المتربصين..
ف هؤلاء الذين نعنيهم، ما أصابهم الا البلاء، وكسر الخواطر،.و الإفلاس، و الخيبات، وانقطاع الرجاء، والموت جوعاً، بل والموت افتراساً، وكوارث اكلت أضعاف أضعاف ماتركت من الناجين...
حكايات و(عِبَر) ذهبت مع اصحابها ولم نعرفها، انقضت دون شهود - لأن شخوصها لم يتمكنوا من البقاء ليرووا لنا حكمة التفاؤل.. وعدم اليأس..
تعليقات
إرسال تعليق
نرجو كتابة تعليقاتكم و آرائكم بحسب رغبتكم ..ولكم كل الشكر