المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2021

ككل يــــــــوم.. every day

صورة
..... وكان قد فقد ذاكرته بفعل تقدمه في السن وتتالي الأمراض.. كانت الخيمة  التي  يسكنها مع زوجته المريضة ايضاً، يضمها مخيم بائس على مقربة من شريط الحدود مع الجنوب السوري.. كان يغافل اهل الخيمة.. ويهيم.. وبعد قليل يخرج أهل بيته على الأصوات المقتربة من (الخيمة ) والجوار يثنون على عسكري اردني.. كان يتأبطه وهو يداري حرجه من عيون المهجرين و همهماتهم.. _ يا خالتي، ديرو بالكو عليه،.قال بدو يرجع على درعا.. اذا مش عارف وين الخيمة، كيف بدو يرجع .. بس أني صرت أعرفو مليح للعم.. الله يكون بعونكم.. يقول الجندي ذلك بتعاطف ثم  يسلمه للزوجة وينصرف..  يركن الرجل ليد زوجته باستسلام، وعيناه قد ملأهما الفراغ و الحزن..  تُجلسه على حصير بأرض الخيمة ثم ينخرطان في بكاء مرير، ككل يوم ...

حُسن الاختيار، بعد دفع الثمن

صورة
وها نحن نحصي الأيام والسنين، وقطرات دمنا بالوحدة، و بالسيل، ونقول كما يقول الأدالبة : _ "قل لي أشو في بجيبتك ، أقل لك أنك تمثلني أم لا ياعين عمك...."  .. و بالأحرى ما يمثلني هو ما تحمله لي، لأهل الخيام، للمضيعين، لمن في الزنازين، لمن ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، فأنا لا يهمني ولا يعنيني اسمك أو شخصك الكريم أياً كنت.. فما يعنيني هو أن تخبرني وتخبر الدنيا، ما البرنامج و الميثاق الذي ستسير عليه، بل و ستقسم على تنفيذه و لو على نفسك و على "ولدك"، وأنك سترحل وتمضي بعيداً إن فشلتَ، أو نجحتَ، خلال فترة زمنية صارمة..  ثم تعالوا يا أحبتي، ايتها"الجماهير  الغفورة" ، لنطلع من" طابوسة"  الأسماء والأشخاص و الاستزلام  والتأليه، فما عدنا بحاجة إلى قائد ملهم، ولا إلى خالدين، ولا إلى تجليات إلهية على الأرض...لانريد استبدال زعيم بأزعر (الباء هنا - لغوياً- تعني أن القادم هو الزعيم و السابق هو الأزعر)،  - ما علينا -.! .. تعالوا يا أحبابنا، لننظر إلى المشاريع، إلى المواثيق،. الى الضمانات، إلى ما سيبقى في الأرض لينفعنا ، ونبتعد عن الزبد الجفاء.. فهو سيطير كك...

هذي بعض صفاتي...السيئة

هذي بعض صفاتي...السيئة: أحب المشي تحت المطر... والقفز فوق النار أحيانا.. النوم في أرجوحة تحت القمر والخيل أعشقها,والعمر ميدانا.. مواعيدي مقدسة...وأفكاري مهندسة مواويلي أغنيها على سكرٍ..وأبكي بعد نشوتها وأخشى من أبي غضبة,برغم رحيله الماضي.. و بعد جهد، أستصغت الشِّعر  بلاقافية.. لعل عمري انقضى وأنا أنحاز لخيارات خاسرة.. وأظن رؤياي في نومي حقيقة.. أتشهى للقاء امرأة أشعلت لي خيالي، وبعد اللقاء الأول أهرب كي لا أعيد الوجع.. وتعشى عيني عند سور قلعتنا...وأصرخ_مكتوماً_ (أما آن لهذا الليل الطويل أن ينجلي؟؟؟)  ٢١ نوفمبر ٢٠١٠

ابن عمي، الكديش

قاعد عالبلكونة بشرب قهوة الصباح مع زقزقة العصافير و ثغاء الأغنام وجعير البقر، وشخير الموتورات .. وإذ بابن عمي جعفر الكديش (هيك مسمينو نحنا) يمر ملوحاً.. سلام، عليكو السلام، حوِّلْ جاي ، قام فات.. صبينالو فنجان، وولع سيكارة كإنو معبيها من البايكة.. وعفط.. و أدخلنا في عنق المدخنة.. استعجلتُ بجرِّهِ للحديث.. _ جعفر شلون شايفلي الحل بسوريا بعد هالماغوصة، عسكري ولا سياسي..؟. شفط ما تيسر من الفنجان بعد أن ألقمه خاشوقتي طعام من السكر.. وقال: _يابن عمي والله مثل ماني شايفك، الحل عسكري.. قلتلو: وما دليلك يابن عمنا؟ قال: شوفلي بطول لبلاد وعرضها، كم مستشفى عسكري ضخمة عندنا، ما في أقل من عشر مشافي..ولّا لا ؟ فقلت :هاظا صحيح، آي؟ فأردف الكديش : طيب شوفلي كم مستشفى سياسي بالبلد؟.. في؟! مافي! حتى مستوصف سياسي واحد ما في.. بقى لا تقُلِّي، هظول الهمل (يقصد النظام) من يوم يومهم محضرين حالهم... صفنت قليلاً بما صفقني به من رأي، وقلت له ناولني سيكارة من باكيتك.. جاي عبالي أفوت عالبايكة، يا كديش......

حكايات الناجين..

الناجون فقط، هم من يستطيعون سرد الحكايات عما حدث معهم.. لكن هناك ملايين بل وعشرات الملايين ممن لم يتمكنوا أبداً أن يخبرونا حكاية "قبل النهاية".. ذهبوا ولم ينفع معهم حذرهم،ولا احتياطاتهم، ولادعاء أمهاتهم عند كل مغادرة ،. ولا ستر الله، ولا ألطافه.. لم ينفعهم سماع حكايات عن حكمةِ "مابين غمضة عين وانتباهتها // يُغيِّرُ الله من حالٍ إلى حالِ" ... لم ينفع معهم "أن يد القدر أخطأتهم " واعادت لهم أرواحهم التي أوشكت على الرحيل. لم تنقذهم صدفة النجاة في لحظات أسطورية، كذاك الذي ارضعته غزالة، و الذي انتشله عابرون من جبّ مكيدة اخوته.. وذاك الذي نجا لأن قميصه قدّ من دبر وكان من الصادقين.. و كذلك تلك التي لم تفترسها الوحوش الجائعة لنورٍ شعَّ من جبينها... والذي التهمه الحوت ليوصله إلى برّ الأمان.. بل وحتى مَنْ خرج من بين السيوف التي تطلب دمه في لحظة عماء من المتربصين.. ف هؤلاء الذين نعنيهم، ما أصابهم الا البلاء، وكسر الخواطر،.و الإفلاس، و الخيبات، وانقطاع الرجاء، والموت جوعاً، بل والموت افتراساً، وكوارث اكلت أضعاف أضعاف ماتركت من الناجين... حكايات و(عِبَر) ذهبت مع...

في دمشق..

في دمشق، وتحت المطر.. كنت أقطع المسافة من كتف النهر في القصاع، إلى جوار السكة في حي المجتهد سعيداً منتشياً بأغاني المحبة عندما كانت تملؤني بالأمل.. و عندما تضحك لي عيناها وتُدفء قبلتها قلبي .. *   *   * في دمشق، وتحت المطر.. كنت أقطع المسافة من كتف النهر في القصاع، إلى جوار السكة في حي المجتهد، وأكمل دربي إلى المخيم، ودموعي تختلط بحبات المطر عندما أكون فاقداً للأمل، وعندما تكون قد بكت أمامي بحرقة لا أقدر على مواساتها.. " من دفاتر الشام"

قهوة باردة

صورة
بعد الحديث عن بعض ذكريات أيام الصبا وشقاوتها، وقد استجرني لها ذلك الشاب الذي يؤلف حكاية عن أي شيء عابر.. كانت ضحكاتنا تختم حكاية شقيّة ، حتى تلاشت ضحكتي.. قد يكون ذلك بسبب قراري العودة إلى سوريا فالوضع بات مناسباً تماماً لهذه الخطوة، حيث أن المخاطر وموانع العودة قد تلاشت. تباحثت أنا و زوجتي وابنتاي في الأمر ، فتقرر أن أعود وحيداً، كي أتمكن من تهيئة بيتٍ يصلح لسكننا في دمشق ، حيث أنني لا أملك بيتاً هناك ، ولا تتوفر فكرة مبدئياً للسكن في بيت أهلي في درعا.. إذن، فالخيار أن أستأجر شقة وأفرشها بما يتيسر، ريثما تحضر الأسرة ونكمل الفرش بما ترغبه(صاحبات البيت) لكن ذلك بدا خياراً قاسياً، إذ كيف سيدخلن بيت دمشق الذي طالما حلمن بالعودة إليه، وداعبت صورهِ الجميلة مخيلاتهن عن شكل غرف النوم والصالة وغرفة المعيشية و و و ؟! إذن، لابأس، سأفرش البيت كاملاً.. تذكرت أن البنات لن يحضرن إلى دمشق مبدئياً، فدراستهن في الجامعة ستجعل مسألة قدومهن مؤجلة لسنة أو اثنتين على الأقل.. وبناء عليه ، سأستأجر شقة ليست واسعة، تكفيني أنا وزوجتي، و سنجهز غرفة أو غرفتين للبنات ريثما تحين عودتهن إلى الشام. أجول في...