في رثاء شوقي الماجري
آه يا شوقي.. آه يا صديقي..
كم شقينا معاً ..
كم أُحبطنا .. وتأملنا .. ثم انتشينا بفرحة النجاح معاً..
محظوظ أنني رافقت ما يقرب ربع قرن من حياتك ..بل من حياتي ..
ربع قرن من النحت الدؤوب في صخرة الإبداع التي لانت أمام اصرارك وعمق نظرتك..فحفرت عليها أجمل التكوينات.
# # #
(خلينا نصعبها عحالنا شوي يا حجي ..شو رايك؟ .....ايه يلله )..
هيك كان يقلي ,و هيك كنا نفوت بمغامرات لتشكيل الأجمل والقوى، والأرقى..
لم يبخل شوقي بشيء على مشروعه الفني أبداً .. حتى أن آخر ما دفعه باعتقادي , هو عمره ..
نعم... فرحيل شوقي جاء ضمن سياق مشروعه الذي لم يكن أبداً الا كتلاً، بل جبالاً من الارهاق .. وفضاءات من الشقاء ..
لكن لتسكن روحك يا شوقي، لتطب نفسك في رقدتك الاخيرة ..فهذا الشقاء قد أينع ابداعك الذي سيبقى أطول مما كنا نعتقد ..
أجل، وستبقى المعلم الذي ما بخل قط على تلاميذه بشيء لا في الفكرة ولا في الاحساس ولا حتى بالاحتياجات الشخصية ..
كم كنت ترى مالا نراه , وتصحح رؤية كل من حولك ,فكنت تقود بهدوء ظاهري وببركان دفين وبرغم كل التحديات التي لم يخلُ منها أي من أعمالك _ كنت تقود بوصلة العمل .وتوصله بعناد مرير الى شط التألق ...
يا أيها الربان المهاجر دوماً .. سأبقى أذكر كلمتك الأبدية التي استعرتَها من درويش.. "كلما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة".. دائماً كانت حقائبك تنتشر بين العواصم، دمشق بيروت عمّان القاهرة وتونس..
ستكون أعمالك يا شوقي منارة لكل من يريد أن يصل الى فردوس جمال الصورة والفكرة ..
لروحك السكينة، لروحك السلام.. لن يندمل جرح رحيلك حتى نلتقي من جديد..
تعليقات
إرسال تعليق
نرجو كتابة تعليقاتكم و آرائكم بحسب رغبتكم ..ولكم كل الشكر