رحيل حاتم علي.. وبوح
#حاتم_علي... سأقول
لم نلتق كما يجب اللقاء بين من هم مثلنا..
منذ رأيتك أيها الأسمر المُجَذَّب، في دائرة النار.. فقد ألهبتَ ناراً "صغيرة" من " الغيرة "منك في داخلي.. ولست أدري سبباً لدمجي بين شخصك و دورك في ذاك العمل، إلا أنني اعتبرتهما واحداً أغار منه، واحداً في مثل عمري يستطيع كسر كثير من "القماقم" التي كانت تغلفني وتكبلني..
هذا الإحساس بالغيرة لم يتلاش مع العمر،ومع وقوفي أكثر من مرة أمام كميرتك، بل غاب في ركن قَصِيّ في داخلي..
كبرتَ أنت، و كانت فكرة أن أعمل معك تراودني وتُطرح بين الفينة والأخرى.. لكن حاجزاً ما كان يمنع أن يحدث ذلك_لعله ذاك الإحساس المختبيء! _ أو موانع أخرى...
لكني عندما رأيت " التغريبة الفلسطينية" كسرت ما بداخلي، وكانت المرة اليتيمة التي أشعر فيها أنه يجب عليّ أن أبارك لمخرج عن عمل أنجزه - هذا العمل الذي لايزال يؤثر فيّ وفي عواطفي، كأي مشاهد لايعرف شيء في كواليس الدراما، ولا أدري لماذا-..
نعم يومها اتصلت بك :
- مبروك.. والله يعطيك العافية على هالعمل..
- الله يبارك فيك، عجبك عن جد يابسام؟
- عجبني لاتكفي يا استاذ..
- الله يخليك، وانشالله قريباً تصير فرصة نشتغل مع بعض...........
لم تأت الفرصة يا أبا عمرو.. برغم أنها كانت تقترب مرات ومرات..
حتى أنني ليلة الأمس كنت أحاور نفسي : هل ستحمل 2021 هذه الفرصة..؟ وذلك لعلمي أنك في غمرة التحضير لعمل جديد في القاهرة...
وبالرغم من "كل شيء" حولنا، كان إحساسي العتيق قد منعني أن أرفع السماعة كي أسمع صوتك... للمرة الأخيرة.
وها أنت، ترحل رحلتك الأخيرة، تاركاً خلفك كل الأشياء، بما فيها ذاك الركن القصي بداخلي الذي لايزال ينطوي على غيرة حتى من رحيل بهيّ لذلك الشاب الأسمر المجذَّب..
...................
تلويحة أخيرة لحاتم....
ها أنت تعود في رحلتك النهائية الى#دمشق ، - ولكن دون خوف من ركوب الطائرة هذه المرة - ..
ستوارى في ترابٍ بكينا ونزفنا عليه ولأجله كما لم ينزف أحد في الدنيا..
سيهز جثمانك محبين و أخوة لنا كثر.. و سيبكيك حزانى كثر، لكن أيضاً سيستقبلك قتلة و مجرمو حرب ، أولئك من كانوا يلقبونك بالخائن،سيلبسون وجوهاً كالنعال، ويذرف بعضهم دموعاً مسمومة، سيشبكون أصابع أيديهم المدلاة بمسكنة، وذلك ليس ندماً، ولا مراجعة لخزيهم ، بل كي يقولوا للعالم : أنظروا كم نحن متحضرون، وهاهي صدورنا مفتوحة حتى "لأعدائنا "..
وسيبكيك الذئب والحمل معاً.. وسيختلط الأمر حتى على ذوي الألباب..
.....
وبعد... هل ستتاح لنا الفرصة مثلك ، في أن تنال "جثاميننا" ما ناله جثمانك، من (إكرام الميت السوري )..؟؟
والله لست ادري...
شفت ليش كنت بغار منك يا #حاتم_علي
وداعاً أبا عمرو
تعليقات
إرسال تعليق
نرجو كتابة تعليقاتكم و آرائكم بحسب رغبتكم ..ولكم كل الشكر