فرصة أخرى
فرصة أخرى.... تسلل الخدر الى أنحاء جسدي بينما كنت ممدداً في حوض الماء الساخن، شعور لذيذ يلف الجسد المتعب بعد عناء يوم عمل بارد و طويل.. نهضت بجسدي قليلاً داخل الحوض، وأنا أراقب حركتي عبر المرآة التي تغطي الجدار المحاذي للحوض.. وقد غلفتها غلالة ناعمة من البخار.. مسحت غبشها بكف يدي المبلل، ليظهر وجهي وقد عاد إليه بعض الحيوية بعد شعور البرد والإرهاق .. لفتني تزايد الخطوط التي بدأت تغزوه، نزلت إلى رقبتي التي بدأ ترهلها يظهر أكثر.. ثم انحدر بصري بشكل سريع إلى منتصف صدري حيث لاتزال تظهر عليه تلك الندبة العرضانية بطول الإصبع، والتي لو كانت أكثر دقة وعمقاً لما كنت لأكتب هذه الكلمات اليوم .. هبت نسائم تلك الليلة الصيفية الباردة من ليالي حزيران 1982.. في تلك القمة المطلة على المتوسط،. وعلى الطريق المؤدي من بيروت إلى الجنوب. الجو الرطب مع الهواء البارد تغطي المكان بغمامات ناعمة ، وكنت أفترش الأرض أنا وصديقاي فريد وزهير مع ثلة ممن نُقلوا معنا من ذلك المعسكر الحدودي على الحدود السورية اللبنانية.. حيث أقلتنا حافلات مع متطوعين كثر لا ندري إلى أين..لكنني استطعت...