المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2023

دارنا .. السالفة

صورة
لم أدرك لماذا أصر والدي، رحمه الله، على أن يضع تاريخ البناء على الحجر الذي يتوسط واجهة دارنا! كنت أسخر من ذلك الأمربداخلي، وأقول لنفسي: على أساس بيتنا قلعة تاريخية، - إذ كنت أستسيغ وضع التواريخ المحفورة على الأوابد التاريخية فقط- لكني اليوم وأنا أرى فيلما تسجيلاً عن عجوز فلسطينية، تحاول العودة إلى بيت أهلها في القدس، إلى مكان ولادتها وأماكن لهوها وهي فتاة صغيرة، إلى مرابع طفولتها، لفت انتباهي ذكرياتها عن تفاصيل شكل البناء الذي لم يسمح لها (المستوطن)  أن تدخله، فبقيت تقارن البيت من الخارج بصور ذاكرتها..ناهيك عن ذكرياتها عن الحديقة التي كانت (جنتها) آنذاك.. تتذكر بدقة ذاك الحديد المزركش الذي تحدثت عن جمال شكله وهو يغطي أعلى  القوس الحجري  للأبواب والشبابيك في ذاك البيت الحجري الجميل. ما لفتني انه كانت قد حُفرت على الحديد (بطريقة التفريغ) سنة ١٣٤٢ (اعتقدها هجرية)، فتذكرت إصرار أبي على كتابة تاريخ تأسيس بناء دارنا تحت عبارة:  لاتكن للعيش مجروح الفؤاد/ إنما الرزق على ربّ العباد (هذا من فضل ربي) .. فهل كان يعتقد أن ذلك سيوثق أننا أبناء هذه الديار وهذه الأرض، في...